أبا اسلام " تأتي ذكراك العطرة ومازلت تعيش في قلوبنا وعقولنا وحياتنا تبثhttp://www.saraya.ps/pic/31-08-2007_111661999.jpg
فينا روح الإيمان والجهاد والصبر والإرادة والتحدي ونحن على دربك نحمل راية الجهاد ماضون حتى ننتصر..
فأم حسام اصرت ان تتقدم الصفوف لتقود نساء جنين في موكب تشييع فلذة كبدها الشهيد حسام لطفي عبد الله جرادات قائد سرايا القدس في الضفة الغربية, وهي تشجع بناتها على الصبر ورباطة الجاش واطلاق الزغاريد وعدم البكاء والعويل فاليوم عرس حسام تقول الذي رفض طوال عمره الزواج واصر على ان يهب حياته لفلسطين ومسيرة الشهداء فكانت فلسطين عروسه الاحب لقلبه ومهرها دمه وشهادته التي نفخر بها فلا نبكي القائد ولا نحزن على الشجاع ولا نستقبل المعزين فبيتنا مفتوح لتقبل المهنئين بالشهادة التي تمناها وحباها الله بها فدعائي لله في كل خطوة في لحظات الوداع الاخيرة لحسام ان يتقبله شهيدا , فقد عاش زاهدا مجاهدا مخلصا واستشهد بطلا رافضا الخنوع والاستسلام.
لحظات عصيبة:
وعاشت ام حسام على مدار ايام الاسبوع المنصرم لحظات عصيبة عقب اصابته برصاص الوحدات الخاصة في مخيم جنين وتقول كانت اصعب اللحظات واقساها خاصة ورغم ان حسام في الاونة الاخيرة كان لا يتوقف عن الحديث عن الشهادة وحثي على الصمود والصبر والتماسك والقول في لحظة يمكن ان ياتي خبري فلا تبكي يا امي بل كوني فخورة وقوية لاننا جميعا مشاريع شهادة, ولكن خبر اصابته شكل لي صاعقة كبيرة فهو اكبر ابنائي, واحبهم لقلبي, وما احزنني اكثر معاناته خلال رحلة الاصابة, ثم استشهاده في عمان وعرقلة الاحتلال ادخال جثمانه وكنت اخشى ان يتمسك الاحتلال بموقفه ويمنعنا من تنفيذ وصيته في دفن جثمانه في مقبرة شهداء معركة مخيم جنين ولكن رغم ممارساته التعسفية فان حسام عاد الينا وان كان شهيدا وزففناه لمثواه الاخير بين رفاقه الذين سبقوه, واتذكر انه كلما كان يسقط شهيد يبكي ويحزن لانه لم ياتي دوره وكان يدعوا الله ان يرزقه بالشهادة.
اليوم الذي انتظرته طويلا:
ورفضت ام حسام في اللحظات الاخيرة من وداع بكرها حسام تقبل التعازي وزينت جدران منزله الكائن في حي المحطة في جنين والقريب من المخيم برايات الجهاد الاسلامي واعلام فلسطين وصور الشهيد حسام وقالت ارجوكم من يحب حسام لا يبكي عليه ومن يحترم ذكرى حسام لا يعزيني زغردوا وغنوا فاليوم زفاف حسام الذي طالما انتظرته ولن احزن لرحيله فقد تمنى الشهادة والشهيد لا يعزى به ولا نحزن عليه بل نشمخ به فكيف اذا كان مجاهدا ومقاتلا وبطلا مثل حسام واضافت اللهم اني صابرة محتسبة مؤمنة فتقبل شهادة ابني حسام.
حسام في سطور:
وينحدر حسام جرادات من اسرة فلسطينية متواضعة انتقلت من بلدة السيلة الحارثية لتستقر في مدينة جنين حيث رزقت بحسام ونضال وعدد اخر من الشقيقات, وحسام كما تقول والدته كان الابن البكر الذي حظي بمكانة خاصة ومحبة كبيرة لي ولوالده الذي رحل في مقتبل العمر, فكان حسام سندي في رعاية وتربية اشقاءه وفي مرحلة مبكرة من العمر تفتح الحس الوطني لدى حسام بعدما ادرك حقيقة وجوهر القضية الفلسطينية فانخرط في العمل المقاوم بشكل سري وانتمى لاحدى الخلايا الفلسطينية التي عملت على مقاومة الاحتلال مما عرضه للاعتقال الاول في مقتبل العمر فلم ينال السجن من عزيمته وتنقل من سجن لاخر, وتعرض للاعتقال مرة تلو الاخرى دون ان يكل او يلين كان بطلا بكل معنى الكلمة وتضيف خلال انتفاضة الاقصى لم يتاخر حسام عن تلبية نداء الواجب وكان كتوم يعمل لوجه الله لم يحب المظاهر والتباهي, وكان يعمل مع المجموعات السرية للانتفاضة ويقول رفاقه انه كان يتقن تصنيع العبوات والذخيرة المحلية وبينما كان الاحتلال يتوغل في جنين, كان حسام وحيدا يعد العبوات ويزرعها ويفجرها في اليات الاحتلال.
مشاركة في معركة مخيم جنين:
وعندما شنت قوات الاحتلال هجومها في نيسان 2002 على مخيم جنين يقول رفاقه لم يتاخر حسام عن الالتحاق في صفوف المقاومة وانخرط في صفوفها وشارك في التصدي لقوات الاحتلال وقال احد المقاتلين ان حسام رحمه الله كان مقاتلا مخلصا وفذاً, لم يتقاعس لحظة عن الجهاد, امضى ايام وليالي طويلة في مقارعة المحتلين خاصة بالعبوات.
فدى المقاومين:
ويتحدث اهالي المخيم بفخر واعتزاز عن الحادثة التي فدى فيها حسام المطارد علاء الصباغ قائد كتائب شهداء الاقصى – قبل استشهاده - وزكريا الزبيدي عندما حاصرتهم قوات الاحتلال مع عدد من المقاومين في حي المحطة الذي يعيش فيه حسام وقال احد المقاومين لقد قدم حسام نموذجا في التضحية والفداء لا ينسى ابدا فعندما حاصرت قوات الاحتلال المقاومين وكادت تصل لهم, جعلهم يعتقلونه بينما افسح المجال امام المقاومين للنفاذ من قبضة الاحتلال فاقتيد للسجن وامضى فترة طويلة داخله.
الملاحقة:
قبل عام ونصف افرجت قوات الاحتلال عن حسام بعد قضاء محكوميته تقول والدته ولكن لم نكد نفرح بتحرره وعودته لاسرته حتى بدات قوات الاحتلال بملاحقته بدعوى انخراطه في صفوف سرايا القدس, وتكررت المداهمات, والتهديدات, ولم يعد يوم دون اقتحام منزلنا وتحطيم محتوياته وتهديدنا باقسى العقوبات وتصفية حسام ولكن هذه التهديدات لم ترهب حسام فكان يشجعنا ويحثنا على الصمود والصبر ويقول مهما مارس الاحتلال من ضغوط لن نتوقف عن المقاومة الجهاد خيارنا وجميعنا مشاريع شهادة وعندما كنت اقول له انا كبيرة يا ابني ولا احتمل هذا العذاب كان يقول انت عظيمة ككل ام فلسطينية وهذا قدرنا ان نجاهد لنتخلص من عذاب الاحتلال وظلمه لن يهدا لنا بال ما دام هناك احتلال وارهاب, فلم اكن املك سوى الدعاء له, والفخر ببطولاته ومواقفه.
الاستهداف:
اشتدت ملاحقة حسام تقول زوجته على مدار عام ونصف نجا خلالها من عدة محاولات اعتقال واغتيال كان اخرها الشهر الماضي عندما قصفوا المنزل الذي كان يقصده حسام قبل وصوله اليه بلحظات فاستشهد اثنين من مساعديه ورغم ذلك واصل حسام مسيرته الجهادية بشموخ وتحدي مجاهدا في سبيل الحلم حتى تمكنت وحدة صهيونية خاصة من الوصول اليه مساء الاربعاء 23-8 فاطلقت الاعيرة النارية عليه من سلاح كاتم للصوت واصابته بمقتل فقتلهم الله وانتقم منهم وان لعنتي ستبقى تلاحق المحتلين وعملائهم ليل نهار.
العهد والقسم بشموخ واباء تتحدث ام حسام عن سيرة ابنها بينما يتدافع الاهالي للتضامن معها وقالت ان خسارتنا كبيرة على رحيل القائد الذي طالما حمل سلاحه ورفض ان ينحني وعندما يتوغل الاحتلال يندفع للقاءه, انه الشجاعة بكل معانيها انه الشموخ الفلسطيني باصالته, فنم قرير العين يا حسام فامك ومعها كل ام فلسطينية ستبقى تزرع حلمك وتحمل رايتك مثلما يحملها رفاقك في وداعك واننا نقسم بدمائك ان نبقى على العهد حتى تنتصر فلسطين ويتحقق النصر بفضل جهاد رفاقك وشعبك.
مدرسة حسام حية:
وقال محمود السعدي مسؤول حركة الجهاد الاسلامي ان اغتيال حسام جرادات شكل خسارة كبيرة لحركة الجهاد والشعب الفلسطيني والمقاومة , فقد عرفناه مجاهدا معطاءا مخلصا لم يتخلف عن معركة, عدو لذوذ للتقاعس محب للشهاده كحبه لحركته الجهاد الاسلامي لذلك فان ذكراه ستبقى حيه ورمزا لنضال كل فلسطيني وسيبقى مدرسة يتعلم منها ابطال الجهاد فنون المواجهة مع المحتل.
بطولات لا تنسىواطلق اشرف السعدي احد قادة سرايا القدس النار في وداع حسام وقال لن ننساك ابا اسلام, ولن ننسى بطولانك وتفانيك وشجاعتك واضاف في احدى المواجهات حاصرتنا قوات الاحتلال كنت مع حسام في مخيم جنين الدوريات امامنا والمشاه خلفنا فاشتبكنا معهم وتشاهدنا ولحظتها اصبت فطلبت منه الهرب والنجاة بنفسه وتركي ولكنه رفض فامسكني بيد وقاتل بالاخرى, واستمر في اطلاق النار حتى دب الرعب في صفوف الاحتلال وتمكن من انقاذ حياتي ان هذا القائد يعيش معنا ووفاءنا له سيكون بتصعيد المقاومة .
saraya