الشهيد المجاهد رأفت أبو عاصي.. فارس همام وأسد من أسود الجهاد

الشهيد المجاهد رأفت أبو عاصي.. فارس همام وأسد من أسود الجهاد

ويبقى الدم المسفوح يجرى نهراً سارياً يسقى الأرض الفلسطينية المسلوبة المنهوبة المدنسة بالدماء , لينبت الورد ويحلو الجهاد بالأشلاء .

ويبقى رجال السرايا اسوداً تدك الصهاينة وتسقيهم من كأس العلقم مرة في إثر مرة دون كلل أو ملل أو نصب , يجارون الزمن ويسابقونه من أجل تحرير الأرض واسترداد المقدسات وصون الأعراض .

ويبقى شعب فلسطين صابراً رغم الألم متحملاً رغم الصعوبات , عاضاً على الجرح ناصراً للدين وللمجاهدين الزاحفين نحو النور .

ويبقى كل هؤلاء وغيرهم من المخلصين لتبقى راية التوحيد عالية خفاقة تسيطر على ربوع الأرض وصحاريها والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .

..الميـلاد والنشـأة..

- ولد شهيدنا المجاهد: "رأفت محمد أبو عاصي" "أبا إسلام" في حي الزيتون بمدينة غزة في 11/12/1986م.

- نشأ شهيدنا المجاهد: "رأفت محمد أبو عاصي" في أسرة بسيطة مؤمنة بالله، تتكون من والديه وخمسة من الأبناء، وبنتان، وقدَّر الله أن يكون الشهيد "رأفت" هو الثاني بين الجميع.

- درس الشهيد المجاهد: "رأفت محمد أبو عاصي" في مدارس حي الزيتون، فحصل على الابتدائية من مدرسة (الحرية)، والإعدادية من مدرسة (الشافعي)، والثانوية من مدرسة (تونس).

- ارتبط الشهيد بعلاقات حميمة وممتازة مع أسرته، فكان محباً للجميع، ومحبوباً من الجميع.

- يعتبر شهيدنا الفارس: "رأفت محمد أبو عاصي" الشهيد الأول في عائلته المجاهدة الصابرة.

..مشــواره الجهـادي..

- تفتحت عيناه على انتفاضة شعبه ضد الاحتلال.. تلك الانتفاضة الأولى التي لم يتح له المشاركة فيها لصغر سنه.. لكنها زرعت في قلبه حب المقاومة والجهاد؛ فأزهرت فارساً يتحرق شوقاً لملاقاة الأعداء.

- عمل الشهيد المجاهد: "رأفت أبو عاصي" مع الجماعة الإسلامية (الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين) حيث تعرف على الشهيد القائد/ "حازم ياسر إرحيم" الذي وجهه ورعاه، وكان يتردد كثيراً على مكتب الجماعة الإسلامية القريب من سكناه، كما كان على علاقة متواصلة مع أبناء جيله.

- انتمى الشهيد المجاهد: "رأفت محمد أبو عاصي" إلى حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين منذ خمس سنوات، وشارك في كثير من المناسبات والاحتفالات التي أقامتها الحركة، كما شارك في جنازات الشهداء.

- مع انطلاقة انتفاضة الأقصى كان شهيدنا: "رأفت" يتوجه إلى معبر (المنطار) ليلقي الحجارة على الجنود الصهاينة، وقد أصيب في إحدى المرات برصاصة في بطنه.

- التحق شهيدنا الفارس: "رأفت" في صفوف "سرايا القدس" في العام الثاني من انتفاضة الأقصى المباركة، وكان فارساً استشهادياً في سرية (الاقتحام والانتقام) التابعة لسرايا القدس.

- شارك شهيدنا المجاهد "رأفت" في التصدي للقوات الصهيونية لدى اجتياحها لمدننا وقرانا في عدوانها الهمجي ضد شعبنا، وخاصة في الاجتياح الأخير لحي الزيتون حيث استبسل في المقاومة.

- شارك شهيدنا في العديد من عميات رصد الأهداف العسكرية للمجاهدين، وعمل على توصيل الاستشهاديين إلى أماكن الأهداف الصهيونية المختارة.

- شارك الشهيد الفارس: "رأفت محمد أبو عاصي" في تصنيع وإطلاق قذائف الهاون والصواريخ، وكذلك نصب العبوات.

- كان دوماً يضع اللثام على وجهه أثناء مرابطته وحراسته لمدننا وقرانا، ولا يكشف عن وجهه لأحد أياً كان حرصاً منه على سرية العمل لمواصلة الطريق.

- شارك الشهيد بنفسه في عملية تفجير سيارة الهلال المموهة على طريق كارني – نتساريم بتاريخ 15/6/2004م في عملية مشتركة مع كتائب الأقصى.

- كان الشهيد المجاهد:"رأفت محمد أبو عاصي" شديد التعلق بالشهيد المجاهد/ "حازم إرحيم" حيث عملا جنباً إلى جنب، وتعاهدا على الشهادة في سبيل الله فصدق كل منهما وصدقهم الله.

- بقي الشهيد "رأفت أبو عاصي" ملازماً ومرافقاً للشهيد: "حازم إرحيم" حتى لحظة استشهادهما.

..صفاتـه وعـلاقته بالآخـرين..

- كان شهيدنا الفارس/ "رأفت" ملتزماً بالصلوات الخمس في مسجد عباد الرحمن.

- عُرف شهيدنا المجاهد: "رأفت أبو عاصي" بتواضعه، وعلاقاته الاجتماعية الواسعة، فكان محبوباً جداً من قِبل والديه، إذ كان مطيعاً لهما ومقرباً من والده أكثر.

- كثيراً ما كان الشهيد: "حازم إرحيم" يثني على الشهيد: "رأفت" بجهاد وعمله وصدقه وتمسكه بإسلامه.

- كان شهيدنا المجاهد: "رأفت محمد أبو عاصي" يجيد استخدام الكمبيوتر، حيث كان يستفيد من البرامج الدينية والألعاب الحربية.

- كان شهيدنا الفارس: "رأفت" يصل رحمه، ويزور المرضى في المستشفيات، وينام عند إخوانه الجرحى ويحمل همهم في المستشفى.

- كانت تربطه علاقات حميمة بالشهداء: (محمد إرحيم، محمود شلدان، أحمد حسان).

- كان شهيدنا المجاهد: "رأفت محمد أبو عاصي" يحتفظ بصور الشهداء في بيته، ووجدت عبارة في غرفة الشهيد تقول:أماه إن ديني قد دعاني للجهاد وللفدا....أماه إني ذاهب للخلد لن أتردداً....أماه لا تبكي عليّ إن سقطت ممداً....فمنايا كل المُنا أن استشهدا.

- يوم استشهاده تناول الشهيد المجاهد: "رأفت" مع الشهيد القائد: "حازم إرحيم" طعام الغداء معاً في بيت الشهيد رأفت، وتحدثا معاً طويلاً وانطلقا معاً، واستشهدا معاً كما تمنيا دائماً.

..استشـــهاده..

في مساء الخميس الخامس من جمادى الآخرة 1425هـ، الموافق 22/7/2004م، كان شهيدنا القائد: "حازم إرحيم" يستقل سيارته ومعه مرافقه ومساعده الشهيد المجاهد: "رأفت أبو عاصي" حين باغتتهما الطائرات الحربية الصهيونية من طراز (F16)، في منطقة الزيتون، وأطلقت عليهما صاروخين حاقدين، الأمر الذي أدى إلى استشهاد المجاهدين: "حازم ورأفت".

وفي موكب مهيب تم تشييع الشهيدين إلى مثواهما الأخير في مقبرة الشهداء.

هذا وقد عاهدت "سرايا القدس" في بيان لها أبناء شعبنا المعطاء على الانتقام والرد الموجع بإذن الله.

(فسلام عليك في الخالدين)