الشهيد الشيخ الداعية ياسر ابو عليان .. عشق المساجد وارتقى إلى ربه وهو يجاهد
ياسر" .. ها هي كل الكلمات والعبارات تقف عاجزة وقميئة أمام سمو قامتك وعلو شأنك.. كيف لا وأنت المجاهد الصنديد.. والعابد الزاهد والشيخ الداعية.. رفض الذل والخنوع والاستكانة أمام جبروت الظلمة والمعتدين، فأبيت إلا أن تؤرق مضاجعهم.. وتزرع الرعب في جنبات أجسادهم.. منذرا إياهم بالرحيل عن أرضنا وإلا فلن يكون أمامهم سوى القتل والدمار.. فهذه الديار عليهم حرام.. حتى وإن طال الانتظار.. فإن غدا يحمل بين جنباته البشارة بالنصر والتمكين لا بد آت، ولكن ما على هذه الأمة إلا الثبات الثبات
ميلاد الفارس:
في كنف أسرة مجاهدة التزمت معاني الإسلام العظيم، واتخذت منها منهاجا لها في حياتها, ولد شهيدنا الشيخ المجاهد الداعية "ياسر أبو عليان" في تاريخ 28/8/1985م، في بلدة بني سهيلا الواقعة إلي الشرق من مدينة خان يونس جنوب القطاع.
تلقى شهيدنا "ياسر" تعليمه الأساسي والإعدادي بمدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في بلدة بني سهيلا، وأنهى تعليمه الثانوي في مدرسة خالد الحسن, ومن شدة عشقه للإسلام، قرر شهيدنا الالتحاق بكلية الدعوة الإسلامية في غزة.
صفات وأخلاق:
اتسم شهيدنا منذ نعومة أظفاره بمكارم الأخلاق، والذوق الرفيع، وذلك كنتاج طبيعي للتربية والتنشئة الإسلامية التي رضع حليبها بداية في أوساط أسرته الملتزمة، ومن ثمّ في أوساط إخوانه في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الذين أحاطوه بالرعاية والاهتمام.
التزم شهيدنا المجاهد منذ طفولته مجالس الذكر والقرآن الكريم، في المساجد، حيث تمكن من حفظ عدة أجزاء من كتاب الله. حتى صار إماما لمسجد الحي الذي يقطنه وخطيبا مفوها عرفته مساجد خانيونس.
وقد وصفه أحد رفاقه بأنه كان مثالا للشاب المسلم والمجاهد، الذي يمتاز بدرجة عالية من الالتزام والوقار والسيرة الحسنة والطيبة. حيث ترك أثرا طيبا حيثما حل ونزل.
مشوار التضحية والفداء:
التحق شهيدنا ياسر بصفوف حركة الجهاد الإسلامي في عام 1999م، حيث عمل داخل أطر الحركة وكان أمير الرابطة الإسلامية الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي داخل كليته, ومن ثم انضم شهيدنا إلى الجناح العسكري سرايا القدس في عام 2004 حيث تلقى العديد من الدورات العسكرية.
وتدرج شهيدنا في درب ذات الشوكة، حتى بات مرابطا على ثغور الوطن بعدما شارك في العديد من المهام الجهادية ضد أهداف صهيونية.
استشهاد الفارس:
في فجر يوم الاثنين الموافق 16/6/2008م، خرج الشهيد ياسر أبو عليان، ورفاقه المجاهدين محمود أبو شاب وعلاء البريم، لرصد تحركات العدو الصهيوني على الشريط الحدودي لبلدة خزاعة، شرق محافظة خانيونس.
وقد تمكن شهيدنا ورفاقه من زرع عبوة ناسفة زنة (60 كيلوغراما) في طريق دورية صهيونية، حيث تم تفجيرها عن بعد، تبعها اشتباك مسلح وعنيف مع برج المراقبة الصهيونية القريب من المنطقة، ما أدى إلى استشهاد المجاهدين الثلاثة، مقبلين غير مدبرين. فإلى جنات الخلد يا شهدائنا الابرار، وإنا على دربكم لسائرون حتى يقضي الله أمرا مفعولا.
(فسلام عليك في الخالدين أيها الفارس الهمام)