الإختيار ... قصتى مع عالم الجن
الجزء الأول :-
السادة المشرفون والقائمون على هذا المنتدى الرائع
السادة أعضاء المنتدى المحترمون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،
قرأت قصة صديقى الحصان العربى ( سنوات فى عالم خفى ) وقرأت تعليقاتكم وردودكم وأعجبنى أدب الحوار بينكم ، لذا قررت أن أحكى قصتى - التى لم أحكها لأحد من قبل وأقسم لكم أنها حقيقية – بصفتى أحد طرفى قصة سنوات فى عالم خفى كما ذكر صديقى .
وقبل كل شئ أود أن أعرفكم بعضا من شخصيتى لكى تتخيلوا أحداث القصة مجسدة وكأنكم قد عشتموها معى .
أنا إنسان بسيط ، أسمر طويل طولى 189 سم وزنى 90 كيلو ، أعمل مهندس ميكانيكا ، نشأت فى بيئة بسيطة من أم ربة منزل وأب موظف بسيط وملتزم ولى أخت أصغر منى بسنة ماتت وهى صغيرة وأخ أكبر مات بعد زواجه بأربع سنوات وأخ أصغر منى بثلاث سنوات.
أنا من مواليد 1960 ، نشأنا أنا وإخوتى - أو بالأصح أنا وأخى الأكبر لأن أخى الصغير كان رضيعا فى ذلك الوقت – على ألعاب الحارة المعروفة مثل الإستغماية وغيرها من ألعاب المصريين ، وعلى أغانى أم كلثوم وعلى ماتشات الكورة الشراب وركوب العجل (الدراجة) والاستحمام فى الترعة وركوب المراجيح وخلافه ، كانت تلك الأيام فى أوائل الستينيات حيث الوابور الجاز واللمبة الجاز ورائحة دخان فرن الخبيز والعيش الفلاحى وحكايا جدتى العجوز على ظهر الفرن الدافئ فى ليالى الشتاء ، بعد أن نكون منهكين من تعب اللعب تحت قطرات المطر ونحن نغنى ( يامطرة رخى رخى على قرعة بنت أختى ) و ( الدنيا بتمطر وعزيزة بتنشر تحت الكراسي بتقول ياراسي هاتو المطافى يطفى راسى ) و ( ياطالع الشجرة هاتى معاك بقرة تحلب وتسقينى من لبنها الصينى ) و ( التعلب فات فات وفى ديله سبع لفات ) وغيرها من أغانى الصغار ، وكانت الحكايا كلها عن (المزيرة) وهى جنية البحر وعن (أبو رجل مسلوخة) وعن (المراكبى والسبع بنات) وغيرها من قصص الجن والعفاريت على ظهر الفرن الدافئ وأكواب الشائ وراكية الولعة وفيها القوالح التى يشعل منها جدى الجوزة الصغيرة ، ثم ننام نحلم بما حكى لنا من قصص فمرة نكون أبطالها ومرة نكون أحد أفرادها وذلك فى خيالنا الصغير ، ولعبة الإستغماية بالذات لها معى مواقف ستنفعنا فى قصتنا هذه حيث الإختباء فى بيوت قديمة مهجورة بالحارة مبنية من الطوب اللبن ، ولعبة الإستغماية لمن لايعرفها عبارة عن ولد منا يغمى عينيه ويعد من واحد لعشرة وباقى الأولاد يختبئون فى أمكان وبيوت الحارة وبعد ذلك يفتح الولد عيناه ويبحث عن أقرانه ، فكنت أختبأ فى بيوت قديمة ومهجورة فى الحارة وأحيانا كنت أرتعب من تلك البيوت وأخرج مسرعا دون معرفة السبب لأننى كنت فى الخامسة أو السادسة من عمرى ، وسارت السنون وسرنا معها ، وكبرت الأحلام وجاء عام النكسة عام 1967 ، العام الأسود أو العام الأزرق كما حفر فى مخيلتى لأننا كنا نطلى نوافذ المنزل باللون الأزرق أو زهرة الغسيل حسب تعليمات الدفاع المدنى وقتها بسبب الغارات وكان نور الشوارع يطفأ من بعد المغرب وحتى الصباح أحيانا ولم يكن عندنا فى البيت إلا لمبات الجاز والزجاج مدهون أزرق ورائحة دخان اللمبة ودخان وابور الجاز وحتى مطلع الفجر حيث المنادى على الصلاة الشيخ محمود وهو يقرع صفيحة قديمة ( تن ترن تن تن ... الصلاة يامؤمنين الصلاة ... تن ترن تن تن ... وحدوا الله ) وصوت الكلاب الضالة التى تملأ الحارة ليلا ومنها من ينبح كأنه حارس ومنها من يعوى وكأنه يبكى على شئ وبكاء بعض أولاد الجيران والرعب من القصص التى كنا نسمعها من بعض ومن الكبار عن الإسرائليين والحروب والقنابل وخيالى يصنع لى كل ليلة قصة مرعبة عما يمكن أن يحدث لو وقعت قنبلة على منزلنا الصغير وجدتى تحكى لنا القصص المضحكة حتى تذهب خوفنا وحتى ننام وفى ليلة وبينما أنا ذاهب إلى الحمام لقضاء حاجتى وكان الوقت قبل الفجر بقليل ولم يكن فى الحمام لمبة جاز ، كانت اللمبة فى الردهة ( الصالة ) لتنير الغرف ، المهم رأيت عجل صغير أبيض يطل برأسه من خلف جدار الحمام لأن الحمام له جدار ثم تدخل يسار حيث تجد الباب ، فوقفت مكانى وكأننى تمثال من شمع ودخل الحمام أى رجع برأسه ولم تكن خيالات فقد رأيته رأى العين ، المهم رجعت مسرعا إلى جدتى وأنا أرتجف وقلت بصوت متقطع فى عجل ياستى فى الحمام فقالت بسم الله الرحمن الرحيم ماتخافش ده خيال اللمبة قلت لها والله العظيم عجل أبيض وحرك راسه كمان ورجع دخل الحمام ، فأخذت جدتى اللمبة المعلقة على جدار الردهة وذهبت معى إلى الحمام وأنا مغمض العينين حتى لاأرى شيئا وممسكا بيدها وهى تقرأ وتتمتم بكلمات لم أفهمها ، حتى إنتهيت وعدت معها وأنا خائف من أن أفتح عينى حتى عدت إلى فراشى وحاولت النوم ولم أفتح عينى لمدة ساعة وأنا فى حضن جدتى ، ثم وأنا مابين اليقظة والنوم .............. يتبع