دعا رموز في المعارضة المصرية الرئيس مبارك لفتح التحقيق في فضيحة التعاقد مع خبراء ومهندسين إسرائيليين للعمل في السد العالي منذ سنوات تحت جدار من السرية وبدون علم الجهات الرقابية.
واستشهد مراقبون بشهادة المهندس حسب الله الكفراوي وزير التعمير واستصلاح الأراضي الأسبق والذي أكد أن شخصيات إسرائيلية تعمل وتتنقل بحرية في السد العالي الذي يعد أحد أبرز المواقع الإستراتيجية التي تمتلكها مصر.
وقد جدد الكفراوي شهادته التي أثارت الزوابع في العديد من الأوساط المصرية حيث أكد أن المعلومات تؤكد أن هناك من سمح للإسرائيليين بالعمل في السد العالي ضارباً بالمصالح العليا للوطن عرض الحائط.
وفي تصريحات خاصة لـ'القدس العربي' أكد منسق حركة كفاية د. عبد الجليل مصطفى ان المعلومات التي ترددت مؤخراً بشأن وجود خبراء إسرائيليين في السد العالي تعد فضيحة وجريمة مكتملة الأركان لا ينبغي تركها تمر داعياً لفتح تحقيق عاجل في القضية.
أضاف مصطفى إن نظام الحكم الراهن فتح الباب على مصراعيه أمام الإسرائيليين كي يعملوا في العديد من المجالات بما فيها المناطق الإستراتيجية والتي ينبغي الحيلولة دون وصول الأجانب إليها.
وهاجم النائب السابق بالبرلمان عن حزب التجمع البدري فرغلي ما أسماه بتفريط الحزب الحاكم في مصالح البلاد واعتبر تواجد إسرائيليين في منشأة من أهم المنشآت الوطنية بأنه يكشف النقاب عن مدى توطد العلاقة بين الحكومتين المصرية والإسرائيلية.
وطالب مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير عبد الله الأشعل بتكوين لجنة بهدف التحقيق في تلك القضية معتبراً التصريحات الصادرة عن الكفراوي بأنها تثير العديد من المخاوف وتكشف النقاب عن حجم التردي الذي باتت البلاد تعيشه منذ أعوام في ظل احتكار الحزب الحاكم لسدة الحكم، حيث انهارت الأوضاع في عهده وتحولت مصر لجراج كبير لا مكان فيه لتحقيق أي إنجاز ولو بسيط.
وشكك الأشعل في الذين يروجون لكون النظام لا يقدم أي تنازلات للأمريكيين والإسرائيليين وأشار إلى أن كافة الظواهر تشير إلى أنه لا يمر يوم إلا ويقدم فروض الطاعة والرضا على أمل أن يحظى بالدعم مستقبلا خاصة وأن عزلته في تزايد.
وفي سياق متصل أكد عدد من العاملين المصريين في السد العالي وجود خبراء أجانب من بينهم إسرائيليون.
وأشار هؤلاء إلى أنهم سبق ان أعربوا عن تضررهم للمسؤولين جراء تواجد هؤلاء وطالبوا بطردهم في أقرب فرصة لأنهم يشكلون خطورة شديدة على تلك المنشأة الحيوية.
ودعا الشاعر أحمد فؤاد نجم سائر المثقفين والمواطنين لعدم الدهشة بسبب كثرة زلات النظام معتبراً أن التفريط في المصالح العليا وعقد الصفقات مع الأجانب سياسة دأب النظام عليها منذ زمن.
وقال نجم: ما الذي يجعل المعارضة منزعجة من تواجد إسرائيليين في السد العالي بعد أن قامت الحكومة بمد إسرائيل بالغاز مقابل ثمن بخس؟.
وشدد على أن الحل لا يمكن أن يكون جزئياً بل من خلال تضافر مختلف القوى الوطنية للخلاص من نظام حكم الرئيس مبارك.
في المقابل شكك عدد من المنتمين للحزب الوطني الحاكم في المعلومات التي أطلقها الكفراوي وأشار هؤلاء إلى استحالة أن يسمح الرئيس مبارك بتواجد إسرئيليين في السد العالي أو أي من تلك الجهات الحيوية.