هو الشيخ داود بن عمر الأنطاكي الطبيب والصيدلي العظيم . فخر الحضارة العربية اذلي اشتهر بألقاب كثيرة كالحكيم والفريد واطبيب الحادق والعالم الكامل وغيرها . المولود في أماطكيا بالشام والمتوفي في بمكة المكرمة أثناء أدائه الحج سنة 1008 هجرية حسب معظم المصادر .
انتقل داود الأنطاكي إلي مصر فعاش فيها معظم حياته ورغم أنه كان يستطيع معرفة العله وتشخيصها بمجرد أن يتحسس يد المريض أو يسمع وصوته وهو ابهر معاصريه وتابعيه وأدهشمهم فحاز شهرة عظيمة وانتهت إليه عن جدارة رئاسة الأطباء والصيادلة في عصره قد حفلت بذكره كتب التراث كهدية العارفين و كشف الظنون وغيرها. ووصفه كتاب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر بأنه أعجوبة الدهر . اما كتاب النجوم العوالي في معرفة الأوائل والتوالي فيقول عنه رئيس الأطباء عمر الأنطاكي المتوحد بأنواع الفضائل والمنفرد بعلم الأوائل ..له فضل ليس لأحد وراءه فضله ، وعلم لم يحرر أحد في عصره مثله يكاد لقوة حدسه أن يستشف الداء من وراء حجابه وبناجيه بظاهر علاماته واسبابه .
ولقد جمع العرب وصفات الهند وفارس وينان وكانت مجرد وصفات بدائية بسيطة فكانوا أول من درس تركيب الأدوية دراسة علمية عميقة ووضعوا لذلك القوانين الدقيقة قسموا معها المركبات إلي عشرة أقسام وهي الترياق والأدهان والأشربة والسغوف وغيرها .
وهكذا حتي جاء داود الأنطاكي ختاما وقد بلغ قمة نبوغه فوضع خلاصة هذا العلم في كتابه الأشهر المعروف بتذكرة داود وإسمه الأصلي أولي الألباب والجامع للعجب العجاب .
اليوم وبعد أربعمائة عام علي رحيل هذا النابغة العربي الكبير صاحب التذكرة الأشهر ، مازال الكثير من العلماء و الكيمائيين في شركات الأدوية يستلهمون بكل إفتخار من هذا التراث العظيم في وصفات مجربة من الطبيعة الأم .