أي حال عدت يا رمضان.. حسن يمضي شهيدا تاركا والديه "وزوجته وحبيبته وصديقته كما اعتاد وصفه" وأصدقائه وكل من أحبه في نار الفراق والألم مفتقدين نفحاته العطرة، وبسمته المضيئة وحركاته ومزحاته ومداعباته الجميلة، وجلسته المسلية، ولكن عزائنا الوحيد أن روحه الطاهرة مازالت تحوم حول أحبته ومحبيه، ورائحة المسك والعنبر والبخور لم تفارق محبيه بالرغم من مرور خمسة شهور ونصف على استشهاده.
نفتقدك حسن:
زوجة الشهيد الزميلة الصحافية أمل الحجار لم تستطع أن تحبس دموعها في أول يوم من أيام شهر رمضان المبارك على غياب زوجها وحبيبها وصديقها المهندس حسن زياد شقورة الذي اغتالته قوات الاحتلال الصهيوني مساء يوم السبت الموافق 15/3/2008م ؛ وقالت والألم يحرق قلبها:"نعم .. لقد غاب حسن بجسده ولكن روحه ما زالت حاضرة في قلوب كل محبيه".
وتابعت:"لا أعرف أي قلب يحمل العدو الصهيوني، فكيف يجرأ على حرمان الزوجات الفلسطينيات من أزواجهن والأطفال من آبائهن، والآباء من أبنائهم". واستطردت في القول:"إنني على يقين تماما أنه مثلما حرمني العدو الصهيوني من زوجي سيأتي اليوم الذي سيرملن فيه نسائهم وييتم أطفالهم، وسيذوق كل بني صهيون الحرقة والآلام التي ذاقها كل طفل وزوجة وأم وأب فلسطين، وبقوة أردتنا وعزيمتنا وصبرنا سيهزم العدو".
وتستذكر الزميلة الحجار اللحظات الجميلة لزوجها في الشهر المبارك عندما كان يشتري اللعب والحلويات للأطفال ويكفكف دمعهم في محاولة لإدخال الفرحة في قلبهم التي سلبها الاحتلال الصهيوني منهم، وزيارته لأحبته وأصدقائه ورحمه وأقاربه، همساته وضحكاته ومزحاته معها ومع أهله وذويه وأحبته.
كما استذكرت أمل اللحظات الجميلة التي قضتها في شهري رمضان اللتان عاشتهما مع زوجها حسن عندما كان يعلمها أحكام القرآن والتجويد في الشهر الفضيل ومدى سرورها بذلك، حيث كانا يمثلان الزوجان المثاليان السعيدان اللذان بنيا أسرتهما على تعاليم الدين الإسلامي.
تصمت أمل قليلا وتمسح دموعها الحارقة التي سالت على وجنتيها ثم تتابع:"كم أفتقدك يا حسن في هذا الشهر الفضيل وأفتقد لمساتك الرائعة وتصاميمك الجذابة التي طالما حرصت في كل مناسبة أن تصمم لي بطاقات المعايدة، لست أنا من يفقد لمساتك فحسب، بل موقع فلسطين اليوم وموقع إذاعة القدس والعديد من المواقع التي كنت تشرق عليها تفتقدك أيضا لمساتك الجميلة المتميزة الوضاءة".
نكهة مفقودة:
هكذا تعود شعبنا الفلسطيني في كل شهر رمضان المبارك على الأحزان والمآسي، حيث لا يخلو أي بيت فلسطيني من النكبات ودفع ضريبة الحصار الصهيوني المفروض على قطاع غزة، والاعتقال والاستشهاد، بهذه العبارات بدأ والد الشهيد حسن "زيادة شقورة" حديث في أول يوم من أيام شهر رمضان المبارك وفي أول شهر رمضان على رحيل حسن، وأوضح أن شهيدنا حسن كان يقضي أوقاته في الشهر الفضيل في قراءة وحفظ القرآن الكريم وصلاة التراويح وإحياء ليلة القدر في المسجد، ومساعدته للمجاهدين في تصنيع الصواريخ والصواعق ويقاوم العدو الصهيوني في اجتياحه للقطاع، ورباطه على الثغور في سبيل الله.
وبصوت يعتريه الحزن وألم الفراق يتابع والد حسن:"كم أفتقد الفرحة والسعادة والفرح والسرور التي كان يضفيها حسن على أهل بيته ومداعبته لإخوته أثناء جلوسه على سفرة الإفطار".
والدة الشهيد حسن التي لم تمسك نفسها عن البكاء مع حلول أول شهر رمضان بدون حسن، تقول:"إنني أفتقد حسن وأمل في هذا الشهر المبارك الذي حرمني الاحتلال الصهيوني من جمعتهما معنا على سفرة السحور والإفطار، وأفتقد مداعبتهما ومزاحهما ومرحهما والسرور الممزوج بالطفولة البريئة لهما التي كانا يضفونها على أهل البيت".
واستطردت قائلة:"إنني أتذكر في هذا الشهر الفضيل الأكلات والعصائر التي كان يحبها حسن وعودته من العمل حاملا معه التمر والقطايف وحلويات الشهر الفضيل".
وبالرغم كل الآلام والجراح والآهات ستبقى عزيمة وصمود كل الشعب الفلسطيني قوية شامخة في وجه المحتل الصهيوني حتى دحره على كافة تراب فلسطين.