ذات يوم
كنت أجيد كتابة الرسائل إليك
وأجيد لهفة انتظار ردك على رسائلي
وكان عالمي كله متوقفا على رسالة عاشقة
مني..تتبعها متشوقة رسالة منك!!
يا الله...أشتاقُ إلى ذلك اليوم
ترى
لماذا توقفنا عن كتابة الرسائل؟
ولماذا هجرنا البريد..وخذلنا لهفة الانتظار؟
ما الذي تغير بنا؟
ولماذا مات الحب
مخنوقا بين صفحات
أوراقنا المهجورة
وأصبحت مشاعرنا
معلبة في علب الكمبيوتر والانترنت؟
أعترف
رسائلي القديمة إليك كانت أجمل
ربما لأنها كانت
أصدق
ربما لأنني كنت أنزفها
بحكم الحب
أما الآن فأنا اكتبها
بحكم العادة
لا تصدقيهم يا سيدتي
إن أخبروك أن أجمل الرسائل
رسالة لم تُكتب بعد
فأجمل الرسائل
رسالة احتضنت أحلامنا
وأروع الرسائل
رسالة شهدت ميلاد أحاسيسنا
وأصدق الرسائل
رسالة حبي لكي
ترى
هل فكرت يوما
أن تنزف أحاسيسك على ورقه
وتضع الورقة في مظروف
وتكتب فوق المظروف
عنوان رجل يهمك أمر قلبه
وتتجه نحو البحر
وتقذف الرسالة في فم الأمواج
وتعود وفي داخلك إحساس متفائل
بأن الرسالة يوما ما..ستصل إليه
أنا فعلتها يا سيدتي
جمعت أحاسيسي في ورقة
وأهديت البحر أجمل رسائلي إليك
فربما جف البحر ذات يوم
وتم العثور على رسالة صادقة
قاومت غدر الماء
ووصلك نبأ رسالة نزفتها للبحر
رجل مجنون
كان في حالة عشق مجنون
عُذرا
هل صدقت الفقرة السابقة؟
لا أظنك تملكين الجنون الذي يساعدك
على تصديق ما سبق
دعني أُحدثُك عن شيء
عن ذلك الطفل الجميل
الذي أنجبته منك خيالا
وخبأته في دفتر أحلامي
بالأمس سمعت صوته
خٌيل إلي انه يناديني
خُيل إلي يصرخ في وجهي قائلا
أصبح حجمي أكبر من الدفتر
فمتى سيُطلق سراحي؟
أعلم
لن تصدق الفقرة السابقة أيضا
فلا يصدق الألم سوى من يقترب منه
ويعيش فيه
ويتجول تحت أسواره
ويغفو فوق طرقاته
وأعلم
أن بينك وبين الألم
علاقة مقطوعة منذ زمن
دعك من هذياني وجنوني وأخبريني
ما أخبار عقلك؟
ما أخبار قلبك؟
ما أخبار حكاياتك؟
ما أخبار بطولاتك؟
ما أخبار نزواتك؟
كم تبقى من مساحتي بك؟
سيدتي
هل مازلت تذكريني؟
هذه أنا
الرجل التي منحته الحب بلا حدود
ومنحك الألم بلا حدود
أعذريتي
فلم يكن بحوزتي سواه
هل تعلمين؟
قبلك كتبت عن الحب ولم أتذوقه
معك تذوقت الحب ولم اكتبه
بعدك
فقدت الاثنين...الحب والكتابة